لمسلم مؤمن، بسبب ما كان قد ارتكبه حين كفره، فان الاسلام يجب ما قبله.
وعليه فان التشهد بالشهادتين، وان حقن دم وحشي، الا أنه انما أسلم حينما رأى البأس، بعد أن أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه.
فاسلامه وايمانه لا ينفعه، لأنه في الحقيقة لم يكن مستندا إلى الاختيار، ولا إلى القناعة الوجدانية والعقلية بهذا الدين. وأعتقد: أنه لولا شبهة: أن النبي (ص) انما قتل مسلما، لكان للنبي (ص) أن يقتله. وان أعماله الشنيعة والقبيحة، وسيرته الخبيثة بعد ذلك لتدل دلالة واضحة على أنه لم يسلم، وانما استسلم، تماما كما كان الحال بالنسبة لطلقاء مكة، أبي سفيان وأصحابه.
ب: هل يدعو النبي (ص) على قومه؟!:
وقد رووا عن أنس: أن النبي (ص) جعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم، وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل الله تعالى: (ليس لك من الامر شئ، أو يتوب عليهم، أو يعذبهم، فإنهم ظالمون) (1).