ونقول: ان ذلك لا يصح أيضا، لان النبي (ص) كان ملاذا للناس حين الحرب، وكانوا يلجأون إليه في الشدائد والأهوال. ولم يكن أحد أقرب منه إلى العدو، وكان يقدم أحباءه وأهل بيته في الحرب، ولا نجد مبررا بعد هذا للمظاهرة بين درعين، لا سيما مع وجود المنافقين، ومن في قلوبهم مرض، ومع وجود اليهود وغيرهم من الأعداء، الذين سوف لا يسكتون عن أمر كهذا، بل سوف يستفيدون منه لتضليل الناس، وخداع ضعاف النفوس، والسذج والبسطاء. ولم يكن النبي (ص) ليسجل على نفسه سابقة كهذه أصلا.
ب: المنطق القبلي لدى أبي سفيان:
ان محاولة أبي سفيان استعمال المنطق القبلي حين قال: خلوا بيننا وبين ابن عمنا انما كانت لتفريق الناس عن النبي (ص)، ليتمكن من القضاء على حركته من أسهل طريق، فلا يتعرض للعداوات الحادة بينه وبين المدنيين، ولا للخسائر الكثيرة في الأرواح، ولا لتغيير المعادلات السياسية في المنطقة. إلى غير ذلك من الاعتبارات الكثيرة في جو كهذا.
ولكن فأله قد خاب، فقد وجد: أن الاسلام والمسلمين لا يأبهون لمنطق كهذا، وأصبح المسلم أخا للمسلم أيا كان، ومن أي قبيلة كانت.
أما أبو سفيان وأصحابه بعدو محارب، حتى ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو اخوانهم، أو عشيرتهم، أو غيرهم.
أبو دجانة، والسيف:
ويقولون: انه (ص) أخذ سيفا، وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه، فطلبه جماعة، منهم الزبير. وفي نصوص أخرى: أبو بكر، وعمر، وتضيف رواية الينابيع عليا أيضا، فلم يعطهم إياه.
فسأله أبو دجانة: ماحقه؟