العفو عنهم واللين معهم، وارجاع الاعتبار إليهم، ليطمئنوا إلى أن ما بدر منهم لم يؤثر على مكانتهم عنده، فلا داعي لنفورهم منه.
هذا كله عدا عما قدمناه حين الكلام على بدر، وعلى السرايا التي سبقتها، في الجزء السابق من هذا الكتاب، فليراجع.
وأما الجواب عن السؤال الثاني:
فنشير إلى ما يلي:
1 - ما قدمناه: من أن قوله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) ليس الا أمرا تعليميا أخلاقيا، وليس الزاميا يوجب التخلف عنه العقاب، وانما يمكن أن يوجب وقوع الانسان في بعض الأخطاء، فيكون عليه أن يتحمل آثارها، ويعاني من نتائجها.
2 - ان الضمير في (أمرهم) يرجع إلى المؤمنين، والمراد به الامر الذي يرتبط بهم، فالشورى انما هي في الأمور التي ترجع إلى المؤمنين وشؤونهم الخاصة بهم، وليس للشرع فيها الزام أو مدخلية، كما في أمور معاشهم ونحوها، مما يفترض في الانسان أن يقوم به. أما إذا كان ثمة الزام شرعي ف (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة) (1) (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (2).
فمورد الحكم، والسياسة، والادارة، وغير ذلك، لا يمكن أن يكون شورائيا الا ثبت أن الشارع ليس له فيه حكم، ونظر خاص.
وقد قال العلامة الطباطبائي مد الله في عمره: (والروايات في المشاورة كثيرة جدا، وموردها ما يجوز للمستشير فعله وتركه بحسب