وقد كان ثمة حاجة إلى التسامح في هذا الفرار، لأنه الأول من نوعه، ويأتي في وقت يواجه الاسلام فيه أعظم الاخطار داخليا وخارجيا، مع عدم وجود امكانات كافية لمواجهتها، ومواجهة آثار مؤاخذتهم بما اقترفوا.
واستمع أخيرا إلى ترقيع الرازي الذي يقول: (ومن المنهزمين عمر، الا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يبعد، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي (ص) (1).
بارك الله في هذا الثبات، لكن لا في ساحة المعركة، بل فوق الجبل (!!).
ثم اننا لا ندري ما الفرق بين أن يكون المنهزم في أول الناس أو في وسطهم، أو في آخرهم؟! وما الفرق بين أن يبعد في هزيمته وبين أن لا يبعد!!.
فرار الزبير:
وبعد هذا فلا نرى حاجة لاثبات فرار الزبير في أحد. بعد أن عرفنا أنه لم يثبت سوى أمير المؤمنين (عليه السلام). أو علي وأبو دجانة، وغير ذلك من نصوص تقدمت مع مصادرها.
وإن كان ثمة محاولات لاظهار الزبير على أنه فارس الاسلام، ورجل الحرب الذي لا يبارى ولا يجارى، حتى اننا لنجد عمر بن الخطاب يعتبره يعدل ألف فارس. وعند مصعب الزبيري!!: أنه أشجع الفرسان، وعلي أشجع الرجالة.
بل ويدعون: أنه قد افتتح إفريقية وحده (2).