وقد بدأت محاولات اليهود في هذا السبيل من أوائل الهجرة، وقبل حرب بدر، ثم كانت حرب بدر ونتائجها المذهلة، فزاد ذلك من مخاوف اليهود، والمشركين، والمنافقين على حد سواء، فصعدوا من نشاطاتهم، وتحدياتهم بشكل ملحوظ كما سنرى.
وقد بدأ اليهود قبل بدر بالتحريض على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والمسلمين، والتعرض لهم بمختلف أنواع الأذى، فكان (أبو عفك) اليهودي يحرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويقول فيه الشعر، فنذر سالم بن عمير أن يقتله، أو يموت دونه، فذهب إليه فقتله (1).
ويبدو أن قتله كان قبل حرب بدر، كما سيظهر من العبارات التالية:
2 - قتل العصماء بنت مروان:
فلما قتل أبو عفك، تأففت العصماء بنت مروان (وهي من بني أمية بن زيد، وزوجة يزيد الخطمي) من قتله، فصارت تعيب الاسلام وأهله، وتؤنب الأنصار على اتباعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتقول الشعر في هجوه (ص)، وتحرض عليه، واستمرت على ذلك إلى ما بعد بدر.
فجاءها عمير بن عوف ليلا لخمس بقين من شهر رمضان المبارك، فوجدها نائمة بين ولدها، وهي ترضع ولدها - وعمير ضعيف البصر - فجسها بيده، فوجد الصبي على ثديها يرضع، فنحاه عنها، ثم وضع سيفه في صدرها حتى أخرجه من ظهرها، ثم ذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له (ص): أقتلت ابنة مروان؟