كما أن ذلك يجعل هذا الانسان يرى في شخصية النبي (ص) مثلا جديدا للانسان الهادف، الذي يعيش من أجل هدفه، ويفنى فيه بكل ما لهذه الكلمة من معنى. ويعرفه: أنه لا يهدف إلى استعباد أحد، ولا يمكن أن يكون ذلك هدفا له، وانما هدفه الأسمى هو اعلاء كلمة الله تعالى فقط، وفقط. كل ذلك تحت شعار: أن من يصبح عبدا لله بحق، فهو جدير بالحرية حقا.
وكذلك الحال كان بالنسبة لما قدمناه عن الإمام الحسن، والإمام السجاد عليهما الصلاة والسلام، وقد أشرت إلى هذا الموضوع في مقال مستقل، فمن أراده فليراجعه (1).
د: التورية بالغزوات:
لقد رأينا أيضا: أنه (ص) في غزوة بحران لم يظهر وجها للسير، وذلك لا يختص بهذه الغزوة! إذ قد كان من عادته (ص): أنه إذا أراد غزوة ورى بغيرها (2).
ومعنى ذلك: هو أنه (ص) أراد تفويت الفرصة على عيون العدو وجواسيسه، إن كان له ثمة عيون وجواسيس، وعلى المنافقين الذين يوادون من حاد الله ورسوله، وكذلك على اليهود الذين كانوا لا يألون جهدا، ولا يدخرون وسعا في مساعدة أعدائه ضده، ولا أقل من أنهم كانوا يهتمون في أن يفوته أعداؤه، ولا يتمكن من الظفر بهم.
وأسلوب اخفاء أمره (ص) في فتح مكة كان رائعا جدا. ولسوف