الأرضية إليها، ويعود ليزن الأمور بالموازين الأرضية المادية من جديد.
ولذلك رأينا: المسلمين ينهزمون جميعا في أحد، وفي مواطن أخرى باستثناء أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويتركون نبيهم، الذي هو في الحقيقة رمز وجودهم.
وهذا يدل على أن الروابط الأرضية قد شدتهم إليها، ولم يتمكنوا من التخلص منها، والا التغلب عليها. اللهم الا من كان في مستوى رفيع من التربية الإلهية، ووصل إلى حد: أن أصبح الله ورسوله، وجهاد في سبيله، أحب إليه من كل شئ، وليس هو الا أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما قلنا.
ولكي لا يعرض النبي (ص) والاسلام الذي هو واقعي بالدرجة الأولى هذا الانسان إلى تجربة قاسية ومريرة، ربما تكون أكبر منه، وقد يخفق في الخروج منها بسلامة ومعافاة، فقد أعفاه من هذه الأمور، لطفا به ورفقا. والله هو اللطيف الخبير.
6 - بين عبد الله بن جحش، وابن أبي وقاص:
وقد دعا عبد الله بن جحش ربه: أن يقتل، ويجدع أنفه، وتقطع أذنه حتى إذا لقي الله، وسأله: فيم جدع أنفك وأذنك؟ فيقول: فيك، وفي رسولك، فأمن له سعد بن أبي وقاص. وهكذا جرى له.
ودعا سعد بن أبي وقاص ربه: أن يقتل أحد المشركين، ويأخذ سلبه، فأمن عبد الله على دعاء سعد.
فشتان ما بين سعد وعبد الله، فان عبد الله قد جاء يطلب الموت، وجاء سعد يطلب ما يرى أنه يفيد في استمرار تمتعه بمباهج الحياة، وزبارجها وبهارجها.
ونعود فنذكر هنا بما قاله المعتزلي - وهو يتحدث عن علي (عليه اللام) -: هذا يجاحش على السلب، ويأسف على فواته، وذاك لا