وإذا حارب اليهود والمنافقون إلى جانب المسلمين، فإنما يفعلون ذلك اما تمهيدا للخيانة بهم، واسلامهم إلى أعدائهم، واما طمعا في المال والغنائم. ومن يقاتل من أجل ذلك، فلا يستطيع أن يقدم على الاخطار، ولا أن يضحي بنفسه، بل انما يكون مع المسلمين ما دام النصر حليفهم، حتى إذا أنهم في خطر، فإنه لابد أن يخذلهم في أحرج اللحظات، وهذا ما سوف يؤثر تأثيرا سلبيا على معنوياتهم، ومن ثم على مستقبلهم ومصيرهم أيضا.
سؤال وجوابه:
ويبقى سؤال، وهو: أنه إذا كان الحال كذلك، فلماذا يقبل النبي (ص) المنافقين في جيش المسلمين؟ مع أن ذلك يشكل خطرا عليهم؟!
ولماذا لا يفضحهم ويكشفهم للناس؟! وإذا كان يمنع اليهود وغيرهم من الكفار من المشاركة، فلماذا لا يتخذ تدبيرا معينا يمنع به المنافقين من الحضور في ساحة الحرب؟!
والجواب يتلخص في النقاط التالية:
١ - لقد كان النبي (ص) واقعا بين محذورين، كل منهما صعب وخطير.
أحدهما: سلبية خروج المنافقين إلى الحرب، وقد حددها الله سبحانه، حينما قال: ﴿لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا، ولأوضعوا خلالكم، يبغونكم الفتنة﴾ (1).
وكان (ص) يستر ذلك عليهم ما داموا لم يظهروا هم أنفسهم ذلك، من خلال أفعالهم ومواقفهم، وأقوالهم.
الثاني: سلبية ابقاء المنافقين في المدينة، يسرحون ويمرحون،