قال: نعم.
قال (ص): لا ينتطح فيها عنزان. أي لا يعارض فيها معارض (1).
هكذا زعم المؤرخون: وان كنا نشك في صحة ذلك، إذ لا يعقل ان ينحى ولدها عنها ولا تلتفت إليه، وتبقى ساكنة ساكتة، حتى يضع سيفه في صدرها.
هذا، قد جاء في شواهد النبوة: أن عمير بن عدي الخطمي سمع أبياتها التي قالتها حين كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدر، والتي قالتها في ذم الاسلام والمسلمين، وكان ضريرا، فنذر: لئن رد الله رسوله سالما من بدر ليقتلنها. ففي ليلة قدومه (ص) ذهب إليها عمير فقتلها، فلما رآه النبي (ص) قال له: أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم.
فأقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على الناس، وقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله، فلينظر إلى عمير بن عدي).
فقال عمر: إلى هذا الأعمى؟ بات في طاعة الله ورسوله!!.
فقال النبي (ص): مه يا عمر، فإنه بصير، أو كما قال (2).
ورجع عمير إلى قومه من بني خطمة، فقال لهم: يا بني خطمة، أنا قتلت ابنة مروان، فكيدوني جميعا، ولا تنظرون.
فذلك أول ماعز الاسلام في دار بني خطمة، وكان من أسلم منهم يستخفي باسلامه، ويومئذ أسلم رجال منهم بما رأوا من عز الاسلام (3).