فأشير لها إليه، فلما رأته، قالت: كل مصيبة بعدك جلل. يعني هينة.
وفي رواية: أنها استقبلوها بجنائز: ابنها، وأخيها، وأبيها، وزوجها، أو دلت على مصارعهم، فلم تكترث. وسألت عن الرسول (ص) فدلت عليه، فذهبت حتى أخذت بناحية ثوبه. ثم جعلت تقول:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطب (1).
ونقول: ان هؤلاء النسوة قد بلغن من المعرفة والوعي حدا صرن معه يعتبرن وجود النبي (ص) كل شئ بالنسبة إليهن. وكل مصيبة بعد النبي (ص) هينة، ولا يبالين ان سلم من عطب.
فالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو مصدر الطمأنينة، وعنوان الحياة، والوجود لهن. وبدونه لا طعم للحياة، ولا معنى للبقاء.
وقد بلغ من يقينهن بما يخبر به الرسول (ص): أنهن صرن كأنهن يرينه رأي العين، حتى لتقول أم سعد بن معاذ حينما أخبرها بما للشهيد في الجنة: ومن يبكي عليهم بعد هذا؟!.
ولا يمكن أن نرجع ذلك كله لشخصية النبي (ص)، وقوة تأثيرها، وانما يرجع ذلك - ولا شك - إلى فطرية تعاليم الاسلام ومبادئه، وانسيابها مع المشاعر والعواطف، حتى لتمتزج بوجود الانسان، وفي كل كيانه، وتسري فيه كما يسري الدم في العروق.
علي يناول فاطمة سيفه:
ويقولون انه (ص) قد ناول فاطمة سيفه، وقال: اغسلي عن هذا