وبعد انتهاء الحرب أرسل عليا (عليه السلام) إلى المدينة ليبشر أهلها: بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حي سالم (1).
وهنا أمور لا بأس بالالماح إليها للتتميم، والتوضيح، والتصحيح، وهي:
ألف: فاطمة أم أبيها:
اننا حينما نقرأ هذه الفقرات حول تضميد فاطمة (عليها السلام) جراحات رسول الله (ص) نتذكر أنها - كما رواه الإمام الصادق (ع) - كانت تلقب: بأم أبيها (2). وما ذلك الا لأنها كانت بمنزلة الام في حنانها، وعطفها، ورعايتها له (ص)، وسهرها على راحته وسعادته، وكانت تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه.
ومن الواضح: أن الام انما تتحمل المتاعب، وتصبر على الصعاب في سبيل ولدها، وهي تتمنى حياته. أما الولد، فإنه إذا رعى شؤون والديه، وتحمل بعض المتاعب في سبيلهما، فإنما يفعل ذلك وهو يتوقع، أو يتمنى وينتظر موتهما.
أما فاطمة (عليها السلام)، فكانت في ذلك بمنزلة الام، لأنها كانت