فقال (ص): نهيت عن قتل من أظهر ذلك. وأما اليهود، فلهم ذمة فلا أقتلهم (١).
ونحن نشير هنا إلى ما يلي:
ألف: التمحيص:
ان المحن التي أصابت المسلمين في حرب أحد قد ميزت الخبيث من الطيب منهم، وامتاز أدعياء الايمان والمنافقون عن المؤمنين. كما وعرفت درجات المؤمنين أنفسهم، ومدى ثبات قدم كل منهم في الايمان.
قال تعالى في مناسبة غزوة أحد:
﴿ان يمسسكم قرح، فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين﴾ (٢).
وفي ذلك أيضا تعريف للمؤمنين أنفسهم بقدراتهم الايمانية، وملكاتهم النفسية تلك.
فلا بد اذن، أن يسعى المقصرون لجبر ما فيهم من نقص، وتكميل يقينهم، وزيادة وعيهم الرسالي، قال تعالى في آيات نزلت بمناسبة أحد:
﴿وليمحص الله الذين آمنوا، ويمحق الكافرين﴾ (3) ويقول: (قل: لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، وليبتلي الله ما في صدوركم، ويمحص ما في قلوبكم، والله عليم بذات