وعلى العموم، فان فكرة البعث لم تجد لها أرضا خصبة لدى اليهود، وقد حاول بعض طائفة الفريسيين القول بها، ولكن هذه المحاولة لقيت معارضة شديدة، أما باقي الفرق اليهودية، فلم تعرف عنها شيئا.
وإذا كان الانسان لا يعتقد بالبعث، ويؤمن بأن الجزاء ليس الا في هذه الدنيا، فمن الطبيعي أن يسعى إلى المنكرات واقتراف الآثام (1).
ملاحظة:
هذا، وقد تفاقم فيهم حبهم للدنيا حتى بلغ بهم الحرص عليها: أن حرمهم من الاستفادة من الأموال التي يجمعونها، فتجد الكثيرين منهم يعيشون في دناءة من العيش وفيهم شح كبير، ولؤم وبخل ظاهر، وخسة لا يحسدون عليها. هذا إلى جانب اهمال الكثير منهم جانب النظافة المطلوبة، كما يظهر لمن سبر أحوالهم، وعاش في بيئتهم.
ويعتقد اليهود: أن الله سيغفر لهم كل ما يرتكبونه من جرائم وعظائم. وهذا ما يشجعهم على الفساد والانحراف، والامعان في المنكرات والجرائم.
وقد رد الله تعالى على عقيدتهم هذه (2)، حينما قال: (وقطعناهم في الأرض أمما، منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك، وبلوناهم بالحسنات والسيئات، لعلهم يرجعون. فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب، يأخذون عرض هذا الأدنى، ويقولون: سيغفر لنا. وان يأتهم عرض مثله يأخذوه، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب: أن لا يقولوا على الله الا الحق، ودرسوا ما فيه؟ والدار الآخرة خير للذين يتقون، أفلا