يقابله القول: بأنه لم لا تكون الآيات التي تتعرض للولاية بين المؤمنين ناظرة إلى نفس هذا المعنى أيضا؟!.
وإذا كانت آيات ولاية الكفار يراد منها الولاية بمعنى النصرة، والمحبة، ونحو ذلك.
فلتكن تلك الآيات لها نفس هذا المعنى أيضا: فإنها كلها لها سياق واحد، وتريد أن تنفي وتثبت أمرا واحدا.
وثالثا: لو سلمنا: أن معنى الآية هو: أن كل مؤمن ولي للآخرين، وسلمنا أن المراد بالولاية ليس هو حفظ مصالح الأمة الاسلامية بالنصيحة، والمعونة، وحفظ الغيب، وغير ذلك، مع أن ذلك هو الظاهر. وقبلنا بأن المراد بالولاية ولاية الحكومة، فحينئذ لنا أن نسأل هل يعني ذلك: أن الآية تجعل كل مؤمن حاكما على الآخرين، ومحكوما لهم في آن واحد؟
أم أن الآية تريد فقط: أن تعطي للبعض الحق في أن يحكم ويتسلط على البعض الاخر؟!. من دون أن يكون للمحكوم حق في ذلك. وبماذا ترجح هذا على ذاك، دون العكس يا ترى؟!.
ولو سلمنا أن الظاهر هو الثاني، فما هي شرائط هذه الحكومة؟ وما هي ظروفها؟ وما الذي يجب توفره في هذا الحاكم؟!: العلم؟ الاجتهاد؟
العدالة؟ الخ. ومن الذي يعين هذا الحاكم، ومن يختاره؟ هل هو المعصوم؟ أم غيره؟.
ورابعا: بالنسبة لايات الاستخلاف في الأرض والشهادة على الناس نشير إلى:
1 - انه ليس في آية سورة الأحزاب: ان المراد بالأمانة: الخلافة.
وقد قيل: إنها التكاليف. وقيل: هي العقل، وقيل: هي الولاية الإلهية.
وقيل: هي معرفة الله. إلى غير ذلك من الأقوال (1).