أهله، الذين يعرفون بأنه لم يغتسل من جنابته.
وأما بالنسبة للتكفين، فان الشهيد يدفن في ثيابه، ولكن النبي (ص) قد كفن حمزة وحنطه، لأنه كان قد جرد، كما روي (1).
وأما عن دفنهم، فيقال: انه قد احتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى المدينة، فدفنوهم بها، ثم نهى (ص) عن ذلك. وقال (ص):
(دفنوهم حيث صرعوا) (2).
ويقال: انه (ص) قال: ادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقدموا أكثرهم قرآنا (3).
لماذا تقديم الأقرأ؟
وتقديم أكثرهم قرآنا حتى في هذا المقام، له دلالة هامة هنا، فان أكثرهم قرآنا يفترض به أن يكون هو الأكثر وعيا وبصيرة في أمره، ومن ثم يكون اخلاصه للقضية التي يقاتل من أجلها أشد، وارتباطه بها أعمق.
وكلما كان العمل أكثر اخلاصا لله، كلما كانت قيمته أعلى، وثمنه أغلى، لأنه يستمد قيمته هذه من مدى اتحاده بذلك الهدف، وفنائه فيه.
بل نجد أنه (ص) يتجاوز ذلك، إلى أنه (ص) أراد أن يبعث بعثا وهم ذوو عدد، فاستقرأهم، ليعرف ما معهم من القرآن، فوجد: أن