وكان شعاره يوم أحد: أمت. أمت.
ويقولون أيضا: انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ظاهر بين درعين، كما نص عليه الحاكم، وطائفة من المؤرخين.
ويقول الواقدي: انه كان قد لبس قبل وصوله إلى أحد درعا، فلما وصل إلى ساحة الحرب لبس درعا أخرى، ومغفرا وبيضة فوق المغفر (1).
ومن جهة أخرى: فقد عبأ المشركون قواهم، استعدادا للحرب، وأرسل أبو سفيان إلى الأنصار: خلوا بيننا وبين ابن عمنا، فننصرف عنكم، فلا حاجة بنا إلى قتالكم، فردوا عليه بما يكره (2).
ونذكر هنا ما يلي:
ألف: المظاهرة بين درعين:
اننا نشك في أنه (ص) قد ظاهر بين درعين في الوقت الذي يرى فيه أن غالب أصحابه لا درع لهم يحميهم من سيوف المشركين، فضلا عن أن يكون لهم درعان. ولم يكن النبي (ص) ليميز نفسه عنهم، بل كان من عادته أن يجعل نفسه كأحدهم. مع أنه يعلم: أنه هو المستهدف بالدرجة الأولى. وهذه هي أخلاق النبوة. وذلك هو سيماء الأفذاذ من الرجال، وعباد الله الصالحين.
الا أن يقال: المسلمين أنفسهم قد أصروا عليه بأن يظاهر بين درعين، من أجل الحفاظ عليه (ص)، كما كانوا يقومون بحراسته (ص) ليلا من أجل ذلك أيضا.. ويكون (ص) قد قبل منهم ذلك لتطمئن قلوبهم، ويهدأ روعهم.