إلي عباد الله، إلي عباد الله، إلي يا فلان، وهم يصعدون ولا يلوون، ولا يعرج عليه أحد، والنبل يأتي إليه من كل ناحية.
واستمروا في هزيمتهم حتى الجبل، وفيهم: أبو بكر، وعمر، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم. أما عثمان فقد استمر في هزيمته ثلاثة أيام، وستأتي نصوص ذلك كله بعد صفحات إن شاء الله تعالى.
علي (ع)، وكتائب المشركين:
وحين انهزم الناس غضب، (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونظر إلى جنبه، فإذا علي (عليه السلام)، فقال: مالك لم تلحق ببني أبيك؟!
فقال (عليه السلام): يا رسول الله، أكفر بعد ايمان؟! ان لي بك أسوة (1).
ويقول النص التاريخي: كان الذي قتل أصحاب اللواء علي، قاله أبو رافع.
وصارت تحمل كتائب المشركين على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقول: يا علي، اكفني هذه، فيحمل عليهم، فيفرقهم، ويقتل فيهم.
حتى قصدته كتيبة من بني كنانة، فيها بنو سفيان بن عويف الأربعة فقال له (ص): اكفني هذه الكتيبة، فيحمل عليها، وانها لتقارب خمسين فارسا، وهو (عليه السلام) راجل، فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم تجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها، ممن لا يعرف بأسمائهم فقال جبريل (عليه السلام):
يا محمد، ان هذه المواساة، لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى!