نافخ نار.
ولربما نفهم: أن الأنصار كانوا أكثر اندفاعا إلى الحرب، وأشد تصديا لمخاطرها، لانهم يدافعون عن وطنهم، وعن عقيدتهم معا. وقد كان الاسلام فيهم أعرق وأعمق من كثير من المهاجرين، فلا يقاس بهم مسلموا الفتح، فإنهم انما أسلموا خوفا أو طمعا، ولذا فقد كثر فيهم المنافقون والمناوؤون لأهل البيت (عليهم السلام). ولعل كثيرا من المهاجرين كانوا مطمئنين إلى قبول قومهم لهم، كما يظهر مما تقدم.
كما أن بعض المشاركين في الحرب من هؤلاء وأولئك، لم يكن لديه دوافع عقيدية أيضا، كما هو الحال بالنسبة لمن يقاتلون من أجل السلب، والغنائم، وغير ذلك.
زيارة القبور:
ويذكرون أن المسلمين كانوا يتبركون بقبر حمزة، ويستشفون بتربته، وقد صنعوا السبحة منها (1).
ويذكر الواقدي هنا: أن النبي (ص) كان يزور قبور شهداء أحد في كل حول، فإذا لقوه رفع صوته يقول: السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار. وكان أبو بكر يفعل مثل ذلك، وكذلك عمر، ثم عثمان، ثم معاوية.
(ونقول:
كيف يذكر معاوية هنا، وهو الذي نبش قبور الشهداء من أجل العين التي أجراها؟!.
وكانت فاطمة تأتيهم بين اليومين والثلاثة، فتبكي عندهم، وتدعو.