الخ) (١).
وعن ابن عباس بسند حسن: لما نزلت: وشاورهم في الامر، قال رسول الله (ص): أما ان الله ورسوله لغنيان عنها، ولكن جعلها الله رحمة لامتي، فمن استشار منهم لم يعدم رشدا، ومن تركها لم يعدم غيا (٢).
والسؤال هنا هو:
انه إذا كان الله ورسوله غنيين عنها، فلماذا يأمر الله تعالى نبيه بأن يشاور أصحابه في الامر؟!.
وسؤال آخر، وهو: هل يمكن بضم الآية التي في سورة الشورى:
﴿وأمرهم شورى بينهم﴾ (3)، وبضم سائر الروايات التي تحث على الاستشارة - هل يمكن - أن نفهم من ذلك: ضرورة اتخاذ الشورى كمبدأ في الحكم والسياسة، وفي الإدارة، وفي سائر الموارد والمواقف، حسبما تريد بعض الفئات أن تتبناه، وتوحي به على أنه أصل اسلامي أصيل ومطرد؟!.
الجواب عن السؤال الأول:
أما الجواب عن السؤال الأول: فنحسب أن ما تقدم في الجزء السابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر، وكذا ما تقدم من الكلام حول الشورى في بدر (4) كاف فيه، ونزيد هنا تأييدا لما ذكرناه هناك ما يلي: