وقد رجع عبد الله بن أبي، حليف يهود بني قينقاع في ثلاثمائة رجل من أصحابه، وذلك في حرب أحد، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
موقف النبي (ص) من اليهود:
ولكن جميع محاولات اليهود للكيد للاسلام والمسلمين، باءت بالفشل الذريع، بسبب وعي القيادة الاسلامية العليا.
ولقد صبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) على مخالفاتهم الكبيرة تلك، تفاديا لحرب أهلية قاسية في مقره الجديد..
حتى طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، وعرف المسلمون: أن اليهود كانوا - بزعمهم - يستغلون ظروف المسلمين ومشاكلهم، ويصعدون من تحدياتهم لهم. وأصبحوا في الحقيقة هم الخطر الداهم والحقيقي الذي يتهدد وجود الاسلام من الأساس.
لا سيما وأن هذا العدو الماكر والحاقد يعيش في قلب المجتمع الاسلامي، ويعرف كل مواقع الضعف والقوة فيه، ويتربص به الدوائر، ويترصد الفرصة المؤاتية.
فكان لابد من صياغة التعامل مع هذا العدو على أساس الحزم والعدل، بدلا من العفو والتسامح والرفق، فليس من الصالح أن يترك اليهود يعيشون في الأرض فسادا، وينقضون كل العهود والمواثيق، ويسددون ضرباتهم للمسلمين كيف وأنى شاؤوا، بل لابد من الرد الحاسم والحازم والعادل على كل اعتداء، ومواجهة كل مكيدة، قبل أن يكون الندم حيث لا ينفع الندم.
العمليات العسكرية في مرحلتين:
وبعد أن اتضح نقض اليهود لكل العهود والمواثيق، حاول الاسلام