كما أنهم يذكرون لزيد مقاما فريدا بالنسبة لجمع القرآن، في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ يقال: (ان زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة، التي بين فيها ما نسخ، وما بقي، وكتبها الرسول، وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر، وجمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف) (1).
وقال ابن قتيبة: (وكان آخر عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) القرآن على مصحفه) (2).
وصحح أبو عمر حديث أنس: أن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
ونقول: لقد تحدثنا عن دور زيد في جمع القرآن على عهد الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كتابنا (حقائق هامة حول القرآن) وقلنا هناك.
ان جمع القرآن قد حصل في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه، وأثبتنا ذلك بالأدلة الكثيرة.
وقلنا أيضا: ان محمد بن كعب القرظي لم يذكر زيد بن ثابت في عداد من جمع القرآن في عهد الني (صلى الله عليه وآله). وقلنا كذلك:
ان رواية جمع زيد للقرآن في عهد أبي بكر تعاني من اشكالات أساسية لا مجال لتجاهلها، وأن الصحيح: هو أنه قد جمع مصحفا