ناول علي فاطمة سيفه وقال لها: خذي هذا السيف، فلقد صدقني اليوم، وأنشد:
أفاطم هاك السيف غير ذميم فلست برعديد، ولا بلئيم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد وطاعة رب بالعباد عليم أميطي دماء القوم عنه فإنه سقى آل عبد الدار كأس حميم قال (ص): (خذيه يا فاطمة، فقد أدى بعلك ما عليه، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش) (1).
فهذه الرواية هي الأنسب والأوفق بمساق الاحداث، وبأخلاق وسجايا النبي الأكرم (ص).
شماتة المنافقين وسرورهم بنتائج أحد:
ولما عاد النبي (ص) إلى المدينة، وبكى المسلمون قتلاهم، سر بذلك المنافقون، واليهود، وأظهروا الشماتة، وصاروا يظهرون أقبح القول. ومنه قولهم: ما محمد، الا طالب ملك، وما أصيب بمثل هذا نبي قط، أصيب في بدنه، وأصيب في أصحابه.
وعرف المسلمون عدوهم الذي في دارهم، وتحرزوا منه. وقالوا أيضا: لو كان من قتل عندنا ما قتل. وجعلوا يخذلون عن رسول الله (ص)، وأصحابه، ويأمرونهم بالتفرق عنه.
واستأذنه عمر في قتل هؤلاء القائلين من المنافقين واليهود، فقال (ص): أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قال عمر: بلى، ولكن تعوذوا من السيف، وقد بان أمرهم، وأبدى الله تعالى أضغانهم.