خلفاء لمن؟
فلعل المراد: أن آدم (عليه السلام) قد جاء لاعمار الأرض، وقد خلف من كان عليها من المخلوقات قبله (عليه السلام). وعلى هذا فلا مجال للاستدلال بتلك الآيات على ما أراده رحمه الله.
7 - ولو سلمنا، فان الاستخلاف في الأرض، ليس معناه جعل جميع المناصب الإلهية لهذا المستخلف. وليس في هذا اللفظ ما يفيد عموم المنزلة، بل هو ينصرف إلى نوع معين من الأمور، فمثلا لو قيل:
فلان استخلف فلانا على أهله، فإنه ينصرف إلى الاستخلاف في أمور معينة يمكن الاستخلاف فيها. ولا يمكن أن يعني ذلك ثبوت كل حق كان لذاك لهذا، فان الاستخلاف حكم يجري في كل مورد قابل لذلك، أو في الموارد التي ينصرف إليها الكلام بحسب خصوصيات المورد، وبحسب حالات الخطاب. ولا يمكن أن يتمسك باطلاق الاستخلاف لاثبات قابلية ما يشك في قابليته.
وخامسا: ان قوله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)، يدل على أن الأمور الراجعة لهم هي التي يمكن أن يمارسوا فيها حق الشورى، فلابد أولا من اثبات: أن مسألة الحكم، والتصرف في أمور الغير حق لهم.
ليمكنهم أن يفصلوا فيها عن طريق مبدأ الشورى، ولا يمكن للحكم أن يثبت موضوعه ويوجده، كما أشرنا إليه آنفا.
بل إن لدينا ما يدل على أن الحكومة ليست حقا للناس، ولا يرجع البت فيها إليهم. وهو ما تقدم حين الكلام عن عرض النبي (ص) دعوته على القبائل، حيث قال لبني عامر: الامر لله يضعه حيث يشاء. وسيأتي في غزوة بئر معونة: أنه (ص) قد قال ذلك لعامر بن الطفيل أيضا.
ثم هناك مقبولة - بل صحيحة - عمر بن حنظلة التي تقول: (ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف