وبكاء الصحابة انما كان على حمزة عم النبي رحمه الله أو على العباس بن نضلة. ولعله هو الذي كان جهوري الصوت، فنادى كما يقولون: يا أصحاب سورة البقرة أين تفرون؟ إلى النار تهربون (1). ويكون الراوي قد حرف في الرواية اعتمادا على ما هو مرتكز في ذهنه، أو لحاجة في نفسه قضاها!!.
هذا بالإضافة إلى وجود الشك في وجود فرس لدى المسلمين من الأساس، حسبما تقدم.
من مشاهد الحرب:
1 - لما كان يوم أحد قال مخيريق الحبر اليهودي: يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق. قالوا: إن اليوم يوم السبت.
قال: لا سبت.
فأخذ سيفه وعدته. وقال: ان أصبت فما لي لمحمد، يصنع فيه ما شاء، ثم غدا إلى رسول الله، فقاتل معه حتى قتل، فيقال: انه (ص) قال:
مخيريق خير يهود.
2 - وأصر عمرو بن الجموح على الخروج إلى الحرب مع عرجه.
ودعا الله: أن يرزقه الشهادة، ولا يرده خائبا إلى أهله. فاستشهد رحمه الله.
3 - وأصيبت عين قتادة بن النعمان، حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله (ص) بيده، فكانت أحسن عينيه، وأحدهما. ويقال: انه هو الذي طلب ذلك من النبي (ص)، لأنه رجل يحب النساء، ويخاف أن تعافه امرأته إذا رأته كذلك. وقد افتخر بذلك ابن لقتادة، عند عمر بن عبد العزيز، فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون، ثم قال: