يأتي التعرض له في موضعه من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.
ه: قريش في مواجهة الاخطار:
ان سرية زيد بن حارثة للاستيلاء على قوافل قريش قد جاءت في سياق السياسة القاضية بالمحاصرة الاقتصادية لقريش وباسترجاع الأموال التي تمالأ المشركون على حرمان المسلمين منها، حيث اضطروهم إلى ترك أوطانهم، وديارهم، وأموالهم، والهجرة إلى موضع يجدون فيه الحرية، والامن.
وقد سمعنا كلام صفوان، وأبي سفيان، الذي يوضح لنا: أن قريشا قد أصبحت تعتبر حربها مع النبي والمسلمين حربا مصيرية، ومعركتها معه معركة حياة أو موت.
ولم يكن ذلك ليخفى على النبي (ص)، فكان دائما على استعداد لكل طارئ، ويتتبع كل تحركات العدو بدقة متناهية، وقد طوقهم من جميع الجهات تقريبا.
ويكفي أن نذكر هنا قول صفوان بن أمية لقريش:
(ان محمدا وأصحابه قد عوروا علينا متجرنا، فما ندري كيف نصنع بأصحابه. وهم لا يبرحون الساحل. وأهل الساحل قد وادعوهم، فما ندري أين نسكن. وان أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا، فلم يكن لنا بقاء. وحياتنا بمكة تقوم على التجارة إلى الشام في الصيف، والى الحبشة في الشتاء) (1).
و: مناقشة قضية دعثور:
وأما قصة دعثور مع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)،