عليه، ويهتم ويبذل كل غال ونفيس في سبيل انقاذه. وليس أشد على الانسان من أن يعيش قضية شخص، ويعيش مشكلته، ويبذل كل ما في وسعه من أجل انقاذه، وإذا به يرى ذلك الغير يعاديه ويعلن الحرب عليه، ويعمل على قتله، من أجل أن يحتفظ بذلك الانحراف بالذات، وفي سبيل الابقاء على تلك المشاكل نفسها.
ومن أجل ذلك احتاج الأنبياء إلى أعظم مراتب الصبر، كما يظهر من الآيات القرآنية.
وقد أشرنا من قبل إلى أنه في حرب الجمل، حينما حارب علي (عليه السلام) البغاة، خرج صائح يحذر جيش عائشة من سيف الأشتر، وجندب بن زهير (1).
ونرى: أن هذا الصائح انما فعل ذلك عن رأي علي (عليه السلام) ورضاه، لأنه يريد اعلاء كلمة الله تعالى بأقل قدر ممكن من الخسائر، لأنه يحب لهم الهداية، ولا يريد أبدا لهم الضلالة والغواية. وكان (ع) - كأخيه - تذهب نفسه حسرات عليهم، كما يظهر من كلماته المرة المعبرة عن غصته وآلامه.
هذا، عدا عن أن ذلك من أساليب الحرب النفسية، التي تعجل في كسر شوكتهم، وتحطيم كبريائهم.
لم يثبت في أحد غير علي (ع):
وأما عن الذين ثبتوا يوم أحد، فنجد الروايات مختلفة جدا، وتذكر أرقاما متعددة من واحد إلى ثلاثين.
والصحيح هو أن عليا وحده هو الذي ثبت يوم أحد، وفر الباقون.
ويدل على ذلك: