ووكلاء على غير أنفسهم، إذ لا يعقل أن يكون الشئ خليفة على نفسه.
فالبشرية لها خلافة على غيرها مما في الكون.
وهذا يؤيد أن يكون معنى الخلافة ليس هو الامارة.
٤ - وفي مقابل ذلك نجد: أنه تعالى لم يستخلف المؤمنين فعلا، وانما وعدهم بالاستخلاف حيث قال: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض﴾ (١).
فالجمع بين هذه الآية، والآيات الأخرى، يحتم علينا أن نقول: إن المراد بآيات (خلائف) ونحوها، هو النيابة في اعمار الكون، والتمكين من التصرف في الطبيعة. والمراد من هذه الآية الأخيرة هو الحكم والسلطان، فهذه الآية أدل دليل على أن الخلافة بمعنى الحكم والسلطان لم تمنح للبشر عامة، وانما وعد الله المؤمنين بها في الوقت المناسب. والظاهر:
أن ذلك سيكون في زمن ظهور المهدي عليه الصلاة والسلام.
٥ - ان آية استخلاف داود، وتفريع الحكم بين الناس بالحق على هذه الخلافة، التي لابد وأن يكون معناها الحكم والسلطان، لا تدل على جعل الخلافة لكل البشر، فلعل كونه نبيا لم يتلبس بشئ من الظلم أبدا - كما قال تعالى: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ (2) - له مدخلية في استحقاق هذا المنصب الخطير، لان نيله درجة النبوة، انما هو لأجل أنه يحمل خصائص معينة - كالعصمة ونحوها - أهلته لذلك الامر الخطير الذي يتفرع عليه الحكم بالحق.
6 - اننا نلاحظ: أنه ليس في جميع الآيات التي استعملت لفظ:
(خليفة)، ومشتقاته ما يدل على أن هذا المستخلف هو خليفة لله لا لغيره. بل ذكرت الآيات: أن الله تعالى قد جعل خلفاء، ولم تبين: أنهم