قد قتلنا القرم من أشياخهم وعدلنا ميل بدر فاعتدل ولما وصل رأس الحسين (عليه السلام) إلى المدينة رمى مروان بالرأس نحو قبر النبي (ص)، وقال: يا محمد يوم بيوم بدر (1) وقيل: إن الذي قال هذا هو الأشدق، كما في مثالب أبي عبيدة (2).
هذا كله عدا عن واقعة الحرة، وسائر المواقف العدائية لقريش تجاه أهل البيت، وأصحابهم، وشيعتهم. فلو أن النبي (ص) كان قد سبى أحدا من قريش، فما هي الحالة التي يمكن تصورها لزينب، وسبايا كربلاء؟!
اللواتي تجر عن الغصص، وواجهن أفظع المصائب والبلايا، على يد يزيد الغادر الأثيم، وأعوانه، أعوان الشيطان؟! ومع ذلك نجدهم يقولون: انه امام مجتهد، أو انه كان مجتهدا متأولا مخطئا (3). مع أنهم يقولون بالتصويب في الاجتهاد. وهل ليزيد حظ من العلم، فضلا عن نيل شرف الاجتهاد؟! فانا لله وانا إليه راجعون!!.
ب: مقارنة:
قال المعتزلي: (قلت: شتان بين علي وسعد، وهذا يجاحش على السلب، ويتأسف على فواته، وذاك يقتل عمرو بن عبد ود يوم الخندق، وهو فارس قريش، وصنديدها، ومبارزه، فيعرض عن سلبه، فيقال له:
كيف تركت سلبه، وهو أنفس سلب؟! فيقول: كرهت أن أبز السبي ثيابه.