تصعيد التحدي:
قالوا: وكان بنو قينقاع أشجع وأشهر قوم من اليهود، وأكثر اليهود أموالا وأشدهم بغيا، وكانوا صاغة، وكانوا حلفاء لعبد الله بن أبي، وعبادة بن الصامت.
فبينما هم على مجاهرتهم وكفرهم، إذ جاءت امرأة مسلمة إلى سوقهم (1)، فجلست عند صائغ منهم، لأجل حلي لها، فأرادوها على كشف وجهها، فأبت. فعمد الصائغ، أو رجل آخر إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، وهي لا تشعر. فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت، فوثب مسلم على من فعل ذلك، فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستنصر أهل المسلم بالمسلمين، فغضب المسلمون.
وقال (ص): (ما على هذا قررناهم)، فتبرأ عبادة بن الصامت من حلفهم، وقال: يا رسول الله، أتولى الله ورسوله، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار.
وتمسك ابن أبي بالحلف، وأصر على الرسول (ص) بتركهم، وقال: انه امرؤ يخشى الدوائر، فنزل فيه قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض) إلى قوله تعالى:
(فان حزب الله هم الغالبون) (2).