الصدور) (1).
وخلاصة الامر: ان ما جرى في أحد قد عرف المسلمين بحقيقة تركيبة مجتمعهم، وأن فيه المؤمن والمنافق، وعرفهم أيضا بطاقاتهم وقدراتهم، ودرجاتهم الايمانية.
وهذا أمر مهم جدا بالنسبة لخططهم المستقبلية، ومهم أيضا بالنسبة لتعاملهم على الصعيد الداخلي مع بعضهم البعض، لان ذلك يجعلهم أكثر دقة، وأشد حيطة، حيث يحسبون لكل شئ حسابه، فلا يأتيهم ما لا يتوقعون، ولا يواجهون المفاجآت المحيرة. الامر الذي لابد أن يؤثر في نتائج مواقفهم، وجعلها لصالحهم بنحو أدق وأحكم.
ب: أجواء النفاق ودوافعه:
ان النفاق لا يستدعي دائما: أن يكون المنافق يرغب في هدم هذا الدين الجديد، ويترصد الفرصة لذلك. بل ربما يكون ذلك خوفا من هذه الدعوة حينما يكون لها قوة وطول.
أو طمعا بنفع عاجل، مادي، أو معنوي.
أو عصبية وحمية لبلد، أو قبيلة.
أو طمعا في أن تنجح الدعوة في التغلب على المصاعب التي تواجهها. ويكون لهذا الشخص المنافق شأن فيها.
أو التزاما بتقليد اجتماعي، ذي طابع معين.
أو حفاظا على مصالح لا يمكن الحفاظ عليها مع مناهضة الدعوة.
إلى غير ذلك مما لا مجال له هنا.
اذن، فيمكن أن يكون نفاق ابن أبي، وكثير من أصحابه، انما كان