الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٦ - الصفحة ٢٩٤
من أجل الحصول على ما في الاسلام من مغانم، والابتعاد عما يواجهونه من متاعب ومغارم. وقد يكون نفاقهم هذا يتخذ اتجاها لا ينسجم مع تسليط المشركين على المدينة، لان ذلك ولا شك لسوف يلحق الضرر بأولئك المنافقين أنفسهم. ولسوف يلحق الضرر بالتزاماتهم القبلية والاجتماعية، وبمصالحهم بشكل عام.
كما أن تسليط المشركين على بلدهم لا ينسجم مع التقليد الاجتماعي القائم آنذاك، ولا مع غيرتهم وحميتهم، وعصبيتهم.
نعم، ربما تتغير هذه النظرة للمنافق، ويتجاوز كل هذه الموانع، إذا رأى: أن وجوده ومصالحه في خطر في المستقبل. وإذا رأى أنه لا يمكنه الحفاظ على الحد الأدنى من مصالحه الا بالتعامل مع أعداء هذه الدعوة، فيندفع إلى القيام بأي عمل يحفظ له الحد الدنى مما تطمح نفسه إليه، ويسعى من أجل الحصول عليه.
دعني أقتله يا رسول الله!!
ثم اننا نجد: أن عمر يستأذن النبي (ص) في قتل هؤلاء المنافقين، فلا يأذن له النبي (ص) (وقد تقدم حين الكلام عن وحشي، وفي موضع آخر بعض ما يرتبط بذلك).
ونجد مثل ذلك من عمر في خلال حياته مع النبي (ص) الشئ الكثير، وكأمثلة على ذلك نشير إلى:
1 - قصته مع الحكم بن كيسان (1).
2 - قصته مع أبي سفيان (2) حين فتح مكة.

(١) حياة الصحابة ج ١ ص ٤١، وطبقات ابن سعد ج ٤ ص ١٣٧.
(٢) حياة الصحابة ج ١ ص ١٥٤، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٦ عن الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 299 301 ... » »»
الفهرست