جيش المشركين إلى أحد:
وكانت العير التي كانت وقعة بدر من أجلها - وهي ألف بعير كما قالوا - قد بقيت سالمة ومحتبسة في دار الندوة. واتفقوا مع أصحابها على أن يعطوهم رؤوس أموالهم، وهي خمسة وعشرون أو خمسون ألف دينار - على اختلاف النقل - على أن يصرف الربح في قتال المسلمين. وكان كل دينار يربح دينارا، وهو مبلغ هائل في وقت كان للمال فيه قيمة كبيرة، والقليل منه يكفي للشئ الكثير.
وبعثوا الرسل إلى القبائل يستنصرونهم، وحركوا من أطاعهم من قبائل كنانة، وأهل تهامة، واشترك أبو عزة الجمحي في تحريض القبائل على المسلمين، وكان قد أسر في بدر، ومن عليه النبي (ص) بشرط أن لا يظاهر عليه. وقد شارك في ذلك بعد أن ألح عليه صفوان بن أمية، وضمن له ان رجع من أحد أن يغنيه، وان أصابه شئ أن يكفل بناته.
وخرجت قريش بحدها وجدها، وأحابيشها ومن تابعها.
وأخرجوا معهم بالظعن خمس عشرة امرأة، فيهن هند بنت عتبة، لئلا يفروا، وليذكرنهم قتلى بدر. يغنين ويضربن بالدفوف، ليكون أجد لهم في القتال.
وخرج معهم الفتيان بالمعازف، والغلمان بالخمور، وكان جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل. وقيل: خمسة آلاف.
ونحن نرجح الأول، لقول كعب بن مالك:
ثلاثة آلاف ونحن نصيبه ثلاث مئين ان كثرنا وأربع (1)