إلى محاولة حسم الموقف، ثم التلطيف والتخفيف من وقع تلك العبارة، ثم معاودة التأكيد على جدارة عمير، واستحقاقه للثناء، وعرفان حقه، بقوله (ص): (مه يا عمر، فإنه بصير).
4 - وهناك أيضا موقف آخر لعمير في قومه، الذي أدى إلى أن يعز الاسلام فيهم، ويسلم منهم رجال.
فان في ثقة عمير بنفسه وبدينه، وصلابته في التعبير عن هذه الثقة، حتى لقد صرح لهم: أنه لم يعد يخشى أحدا على الاطلاق - ان في ذلك - ما يجعل كل من يتردد في قبول الاسلام، بسبب خوفه، وضعف نفسه، يشعر بأن بامكانه أن يجد في الاسلام نصيرا ومعينا وحاميا له، ولم يعد ثمة ما يبرر موقفه السلبي منه. ولأجل هذا نجد: أن عددا منهم يدخل في الاسلام، حينما شعر بعزة الاسلام وبقوته في تلك القبيلة.
د: ابن الأشرف، وأبو سفيان:
وفي قضية ابن الأشرف يواجهنا سؤال أبي سفيان لكعب عن الدين الحق، ثم محاولة أبي سفيان الاستدلال على أحقية دينه بما تقدم، من أنهم يطعمون الجزور الكوماء، ويسقون اللبن على الماء الخ.
ونحن هنا نسجل ما يلي:
1 - ان ذلك يؤيد ما قدمناه، من أن العرب كانوا يرون في اليهود مصدرا للمعرفة والثقافة.
وقد استقر ذلك في نفس عمر بن الخطاب، حتى أنه كان يأتي بترجمة التوراة إلى النبي (ص) حتى أظهر النبي (ص) انزعاجه من ذلك، حسبما قدمناه في مدخل هذه الدراسة، حين الكلام حول المرسوم العام، حيث قال النبي (ص) لعمر بن الخطاب: أمتهوكون أنتم؟!