ب: من أهداف استشارته (ص) لأصحابه:
ويقول الشهيد السعيد، المفكر والفيلسوف الاسلامي الكبير، آية الله الشيخ مرتضى مطهري، قدس الله نفسه الزكية:
ان النبي (ص) وهو في مقام النبوة، وفي حين كان أصحابه يتفانون في سبيله، حتى ليقولون له: انه لو أمرهم بأن يلقوا أنفسهم في البحر لفعلوا، فإنه لا يريد أن ينفرد في اتخاذ القرار، لان أقل مضار ذلك هو أن لا يشعر أتباعه بأن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز، فهو حين يتجاهلهم كأنه يقول لهم: انهم لا يملكون الفكر والفهم والشعور الكافي، وانما هم مجرد آلة تنفيذ لا أكثر ولا أقل، وهو فقط يملك حرية اصدار القرار، والتفكير فيه دونهم.
وطبيعي أن ينعكس ذلك على الأجيال بعده (ص)، فكل حاكم يأتي سوف يستبد بالقرار، وسيقهر الناس على الانصياع لإرادته، مهما كانت، وذلك بحجة أن له في رسول الله (ص) أسوة حسنة.
مع أنه ليس من لوازم الحكم الاستبداد بالرأي، فقد استشار النبي (ص) - وهو معصوم - أصحابه في بدر وأحد (1) انتهى.
ونزيد نحن هنا: أن ظروف وأجواء آية: (وشاورهم في الامر).
تشعر بأنه قد كان ثمة حاجة لتأليف الناس حينئذ، وجلب محبتهم وثقتهم، واظهار العطف والليونة معهم، وان لا يفرض الرأي عليهم فرضا، رحمة لهم، وحفاظا على وحدتهم واجتماعهم، ولم شعثهم، وجمع كلمتهم، وكبح جماحهم؟!، فالآية تقول: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الامر) فكأنه كان قد بدر من أصحابه أمر سئ يستدعي