ما كان عندهم من السلاح والعدة بما كانت تملكه هي من عدة وسلاح.
ولم تنس بعد أيضا: أنها لم تتغلب عليهم الا بسبب تكتيك حربي، يعتمد على عنصر المفاجأة استطاعت أن تستفيد منه حينما خالف الرماة صريح أوامر قائدهم، مع اشتغال الباقين في الغنائم، الامر الذي جعلهم آمنين مطمئنين إلى أنه لا عدو بعد يواجههم.
هذا كله، عدا أن قريشا قد كلت في هذه الحرب، وتعبت، وأصبحت قدراتها الان أقل بكثير مما كانت عليه في بداية الحرب، حيث واجهت الهزيمة أيضا.
كما أنها ترغب في الاحتفاظ بهذا الانتصار الشكلي، ولا تريد أن تخاطر به، وتعرضه لاحتمالات الانتكاس والفشل الفاضح، لان هذا الانتصار الشكلي يتيح لها: أن تبذل محاولات جديدة في تضعيف تأثير مواقف المسلمين الشجاعة السابقة على القبائل في المنطقة، وبالذات على مشركي مكة أنفسهم.
وأخيرا، فلم لا تفكر في أن تتبع الخطة التي اتبعها المسلمون في بدر، حيث لم يتبعوا المشركين حينما هزموهم، فلعل ذلك كان لأهداف بعيدة، وحكم غابت عنها، أدركها الآخرون، ولم تستطع هي أن تدركها.
غزوة حمراء الأسد:
وفي اليوم الثاني من أحد خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الوحي - كما في الرواية - إلى حمراء الأسد، موضع على ثمانية أو عشرة أميال من المدينة، حيث ندب أصحابه، قائلا: (ألا عصابة تشد لأمر الله، تطلب عدوها؟ فإنها أنكأ للعدو، وأبعد للسمع) (1).