ووقعت الأراجيف بالمدينة، وقال اليهود: ان الغفاري ما جاء بخبر يسر محمدا. وفشا الخبر بخروج المشركين قاصدين المدينة بعدتهم وعددهم، هكذا قالوا.
ولكننا في مقابل ذلك: نجد الواقدي يذكر: أن نفرا من خزاعة فيهم عمرو بن سالم سروا من مكة أربعا، فوافوا قريشا، وقد عسكروا بذي طوى، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا، فلقوا قريشا ببطن رابغ على أربع ليال من المدينة.
فقال أبو سفيان: أحلف بالله، انهم جاؤوا محمدا فخبروه بمسيرنا، وعددنا، وحذروه منا، فهم الان يلزمون صياصيهم، فما أرانا نصيب منهم شيئا في وجهنا. فقال صفوان بن أمية: ان لم يصحروا لنا عمدنا إلى نخل الأوس والخزرج فقطعناه، فتركناهم ولا أموال لهم، فلا يختارونها أبدا.
وان أصحروا لنا فعددنا أكثر من عددهم وسلاحنا أكثر من سلاحهم، ولنا خيل، ولا خيل معهم، ونحن نقاتل على وتر لنا عندهم، ولا وتر لهم عندنا (1).
وقد يقال: لا مانع من أن يكون الخبر قد وصل إلى النبي من قبل الغفاري، ومن قبل هؤلاء معا.
وقبل أن نمضي في الحديث نشير في ما يلي إلى بعض النقاط، وهي التالية:
سؤال يحتاج إلى جواب:
ويرد هنا سؤال وهو: كيف قبلت قريش بإقامة العباس في مكة