وكان أبو سفيان كهفا للمنافقين، وكان يوم اليرموك يفرح إذا انتصر الكفار على المسلمين، ويحزن حين يرى كرة المسلمين عليهم (1).
وكفريات أبي سفيان معروفة ومشهورة، ولا مجال لاستقصائها، فمن أرادها فليراجع مظانها (2).
و: مواساة الأنصار للنبي (ص):
وان مواساة الأنصار للنبي (ص) حتى في البكاء على حمزة، لهي في الحقيقة من أروع المواساة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فهم يواسونه بأموالهم وأنفسهم، وحتى في عواطفهم الصادقة، ومشاعرهم النبيلة.
وقد استمروا على صدقهم، ووفائهم، واخلاصهم له ولرسالته، ولوصيه علي (عليه السلام)، وأهل بيته (عليهم السلام) إلى آخر لحظة، ولذلك نكبهم الأمويون، والحكام بعد النبي (ص)، وأذلوهم، وحرموهم، كما تقدمت الإشارة إليه.
ز: صبر صفية:
وان صبر صفية، واعتبارها: أن ما جرى لحمزة قليل في ذات الله تعالى، انما هو نتيجة للوعي الرسالي الرائد للاسلام، الذي لا يمكن اعتباره محدودا ومقوقعا ضمن طقوس وحركات، أو جذبات صوفية