ز: الاستجابة لابن أبي:
وان استجابة النبي (ص) لابن أبي في بني قينقاع، كانت تهدف إلى الحفاظ على الجبهة الداخلية من التصدع. ولولا ذلك فلربما كان ينتهي الامر إلى النزاعات المكشوفة، والمواجهات العلنية، الامر الذي لم يكن في صالح الاسلام والمسلمين في تلك الفترة، فان الابقاء على العلاقات الحسنة مع المنافقين في تلك الظروف كان أمرا ضروريا، لكسب أكبر عدد منهم في المستقبل، عن طريق التأليف والترغيب، وكذلك من أبنائهم، ثم توفير الطاقات لعدو أشد وأعتى. كما أن أجلاء بني قينقاع، كما يعتبر ضربة روحية ونفسية لغيرهم من اليهود، كذلك هو يعتبر اضعافا لابن أبي ومن معه من المنافقين. فخسران الأعداء متحقق على كل تقدير.
ح: بنو قينقاع تحت الأضواء:
وأما لماذا تجرأ بنو قينقاع على نقض العهد، فالظاهر: أن ذلك يرجع: إلى غرورهم واعتدادهم بشجاعتهم، وبكثرتهم، ولعلهم كانوا يتوقعون نصر حلفائهم من الخزرج لهم، كما يظهر من قولهم له (ص):
لتعلمن أنا نحن الناس.
ثم هناك اعتمادهم على ما يملكونه من خبرة عسكرية، ومعرفة بالحرب، وقد عبروا عن ذلك أيضا بقولهم له (ص): لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب.
والا، فإننا لا نرى مبررا لان تعلن قبيلة واحدة الحرب على كثير من القبائل في المدينة، إن كانت لا تملك شيئا من مقومات النصر المحتمل.
ولكن كثرتهم وخبرتهم الحربية لم تغن عنهم شيئا، كما أن حلفاءهم من الخزرج لم يفعلوا لهم شيئا، لان المؤمنين منهم تخلوا