الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٦ - الصفحة ٢٠٧
من الأنصار، وأبي حذيفة بن عتبة، ورجل آخر (1).
كما أن الواقدي نفسه قد كنى عن عثمان في فراره ب‍ (فلان) (2).
فترى أنهم يهتمون في الكنية حتى عن عثمان المجمع على فراره، دون غيره ممن تذكرهم الرواية. وبعد هذا، فكيف لا يكنون عمن هم أعظم من عثمان، وأجل عندهم.
ويذكر أخيرا: أن لفلان، وفلان!! فرارا آخر في عرض الجبل، حينما جاءهم المشركون، وندب الرسول المسلمين إلى قتالهم (3)، وقد ردهم الله عنهم من دون حاجة إلى ذلك، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
كما أن الظاهر: أن ابن عباس قد كنى عنهما، حينما ذكر: أن الناس قد تركوا ثلاث آيات محكمات، وأبو الا فلان بن فلان، وفلان بن فلان (4).
جهاد المرأة:
وفي الماحة موجزة هنا نقول: إن من المعلوم: أنه ليس في الاسلام على المرأة جهاد، الا حينما يكون كيان الاسلام في خطر أكيد. ولقد أدركت أم عمارة مدى الخطر الذي يتهدد الاسلام، من خلال الخطر الذي يتعرض له النبي (ص) (5). ولذلك فقد اندفعت للدفاع عن النبي (ص)،

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ٨٨ عن ابن جرير.
(2) راجع: مغازي الواقدي ج 1 ص 277 مع هامشه.
(3) نفس المصدر ص 295.
(4) راجع: المصنف ج 1 ص 379 / 380. وثمة تعبيرات أخرى عنهما بفلان وفلان ذكرهما في البحار، وروضة الكافي، لا مجال لذكرها هنا.
(5) إذ لم يكن كل المسلمين ولاجلهم - كما أظهرته حرب أحد - في مستوى وعي أمير المؤمنين (ع) وأنس بن النضر، وأبي دجانة وأمثالهم.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست