فكان (ص) يبادر إلى الهجوم، بمجرد أن يعرف: أنهم قد جمعوا واستعدوا له، أو أنهم يستعدون للإغارة على أطراف المدينة، أو بعد حصول الاغارة والافساد منهم، الامر الذي يدلنا على أن تلك الغزوات والسرايا كانت وقائية بالدرجة الأولى، وتستهدف أمورا:
1 - افشال مؤامرات الأعداء، ورد كيدهم إلى نحورهم.
2 - ان ذلك منه (ص) كان يمثل حربا نفسية للمشركين، إذ ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا، خصوصا إذا كان انكسارهم بعد التعبئة الكاملة والشاملة منهم لحرب هذه الفئة بالذات.
فإذا كانت هزيمتهم على يده (ص)، وفي عقر دارهم، وفي أوج قدرتهم واستعدادهم، فسوف تتحطم معنوياتهم، ويجعلهم ذلك في المستقبل مضطرين لان يتريثوا كثيرا، قبل أن يقرروا أي موقف لهم تجاهه. وهذا مصداق آخر لكونه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نصر بالرعب.
3 - ثم هنالك الصدى والتأثير الاعلامي في المنطقة، وعلى قريش بالذات، فإذا انهزم المشركون في المنطقة وقريش روحيا ونفسيا، فان هزيمتهم العسكرية سوف تكون أسهل وأيسر، وقد سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): بأي شئ غلبت الاقران؟
فقال: (ما لقيت رجلا الا أعانني على نفسه).
قال الرضي: يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب (1).
ج: العتق، والصلاة:
يلاحظ: أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أعتق