الأمة (1).
كما أنه ليس من البعيد أن يكون جبريل قد كان يستفيد ويتعلم من النبي (ص) وعلي (ع)، ولأجل ذلك قال: وأنا منكما. وقد ناشدهم أمير المؤمنين بهذه القضية بالذات في قضية الشورى (2)، وذلك يؤكد مغزاها العميق، ومدلولها الهام.
لا سيف الا ذو الفقار:
وان مناداة جبرئيل ب (لا سيف الا ذو الفقار الخ)، لها مغزى عميق أيضا، فإنها تأتي تماما في مقابل ما فعله الذين فروا وجلسوا يتآمرون - هو يرسلون ابن أبي لأبي سفيان ليتوسط لهم عنده؟ أم أن كونهم من قومهم، وبني عمهم يجعلهم لا شئ عليهم، أم يرجعون إلى دينهم الأول؟ - كما سيأتي - فان كل ذلك يدل على أن الذي كان سيفه خالصا لله حقا هو أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنه لا سيف خالصا لله، وفي سبيل الله، الا سيفه ذو الفقار.
وهذا السيف هو الذي قال عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالته إلى بعض عماله، يتهدده على تلاعبه بأموال الأمة، مشيرا إلى هذا: (ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا الا دخل النار) (3).
لأنه لا يقتل به الا مستحقها، ولأجل هذا صار لهذا السيف شرف ومجد، وتفرد بين سائر السيوف بأنه في يد علي الذي هو نفس النبي