يأتوا بشئ أيضا.
3 - ان ما غنمه المسلمون من بني قينقاع، من شأنه أن يزيد من طموح عدد من الناس من المسلمين للقضاء على أعدائهم، ويسهل عليهم الوقوف في وجههم، حيث يرتاح بالهم من جهة معاشهم، ولا يبقى مامن شأنه أن يثير مخاوفهم، ويستبد بتفكيرهم.
4 - كما أن ذلك: انما يعني التخلص من عدو داخلي، يعرف مواضع الضعف والقوة، وربما يكون أخطر من العدو الخارجي بكثير.
5 - ثم إن القضاء على اليهود كان يتم على مراحل، وذلك بطبيعة الحال أسهل وأيسر من القضاء عليهم، فيما لو كانوا مجتمعين، دفعة واحدة، وفي صعيد واحد، يعين بعضهم بعضا، ويشد بعضهم أزر بعض.
6 - والمسلمون أيضا، إذا رأوا أنفسهم قد استطاعوا القضاء على أشجع اليهود، وأكثرهم قوة ونفوذا، فإنهم سوف يتشجعون للقضاء على من سواهم، ولا يبقى مجال للخوف ولا للتردد.
ه: الحجاب:
ان قضية المرأة التي أرادوها على كشف وجهها، قد يقال إنها تدل على أن الحجاب كان مفروضا حينئذ، أي في السنة الثانية للهجرة، مع أن المعروف هو: أن الحجاب قد فرض بعد ذلك بعدة سنين.
الا أن يقال إن الحجاب قد كان موجودا في الجاهلية، أو يقال:
صحيح ان فرض الحجاب وايجابه قد كان في سنة خمس، أو بعدها، لكن الالتزام بالحجاب، على اعتبار أنه محبوب ومطلوب لله، وأمر راجح وحسن قد كان قبل ذلك بسنين. وذلك اتباعا لتوجيهات النبي (ص)، وترغيباته، ودعواته إلى ذلك، إذ لا يبعد أو يكون تشريع الحجاب قد جاء تدريجيا، لتتقبله النفوس، وتألفه العادة. ولا سيما إذا لاحظنا: أنه ربما