فبكى أبو بكر، وقال: انا لكائنون بعدك؟) (١).
وهذا يدل على أن الرسول (ص) لم يكن مطمئنا لما ينتهي إليه أمر أصحابه بعده. ولم يكن يعتقد أن مجرد صحبتهم له تدخلهم الجنان، وتجعلهم معصومين، أو أنها تكون أمانا لهم من كل حساب وعقاب، عملوا ما عملوا، وفعلوا ما فعلوا، فان ذلك خلاف ما قرره القرآن الذي يقول: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴾ (2) وقد بحثنا موضوع عدالة الصحابة في موضع آخر (3).
وما ذكرناه هناك ما هو الا رشحة من نهر، وقطرة من بحر. والا، فان الأدلة على ما نقول من أن كل صحابي محاسب على ما عمل، وأن فيهم المؤمن، والمنافق، والعادل، والفاسق كثيرة جدا، لا مجال لحصرها.
عدد شهداء أحد:
وأما عن عدد الشهداء في أحد، فقد كانوا سبعين، من المهاجرين أربعة، والباقون من الأنصار (4).
وقيل: أربعة وستون من الأنصار، وستة من المهاجرين، وجرح سبعون. وهذا ما وعدهم به النبي (ص) في بدر حسبما تقدم.
وأما ما يقال: من أن عدتهم خمس وستون، فيهم أر بعد من المهاجرين، أو أنهم ستة وتسعون. أو أنهم ثمانون: أربعة وسبعون من