أخرج منها الخمس، وأجلاهم عن المدينة إلى أذرعات (بلد بالشام).
فيقال: انه لم يدر عليهم الحول حتى هلكوا.
وفي نص آخر: أنهم أنزلوا من حصونهم وكتفوا، وأراد (ص) قتلهم، فأصر ابن أبي، عليه (ص): أن يتركهم له بحجة أنه امرؤ يخشى الدوائر فلا يستطيع أن يتركهم، وهم أربعمائة حاسر، وثلاثمائة دارع، قد منعوه من الأحمر والأسود، على حد تعبيره، فاستجاب النبي (ص) إلى طلبه واصراره، وأجلاهم. ونزل في ابن أبي قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعضهم أولياء بعض، إلى قوله:
حزب الله هم الغالبون﴾ (1).
وقبل أن نمضي في الحديث لابد من تسجيل النقاط التالية:
ألف: نزول الآية في ابن أبي:
ان نزول قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) الخ... في ابن أبي محل شك، وذلك لما يلي:
1 - ان ابن أبي لم يكن مؤمنا، والآية تخاطب الذين آمنوا.
هذا بالإضافة إلى ذكر النصارى في الآية، ولم يكن للنصارى دور في قضية بني قينقاع.
الا أن يقال: إن الخطاب للمؤمنين، وذكر النصارى انما هو لاعطاء قاعدة كلية، وتحذير المؤمنين من موقف يشبه موقف ابن أبي، فما فعله ابن أبي كان سبب نزول الآية في تحذير المؤمنين من موقف كهذا.
2 - ان الظاهر بل المصرح به هو أن سورة المائدة قد نزلت جملة