ب: رعب اليهود:
ان عمليات قتل هؤلاء الافراد، التي نظمت، ونفذت ببراعة فائقة، وذكاء وعبقرية، قد أرعبت اليهود، وأخافتهم، ولا سيما بعد قتل ابن الأشرف الغادر، حتى أنه (ليس بها يهودي الا وهو خائف على نفسه).
وحتى قال كعب بن مالك:
فغودر منهم كعب صريعا فذلت بعد مصرعه النضير وقد كان يهود بني النضير أعز من بني قريظة، وغيرهم، ممن كان لا يزال في تلك المنطقة. وكان لهذه الضربة فيهم أثر هام في رعب سائر اليهود آنئذ.
وأصبح القضاء على من يغدر من اليهود أسهل وأيسر، فالمسلمون يملكون الجرأة الكافية، واليهود أصبحوا خائفين على أنفسهم، والقضاء على الخائف المرعوب أسهل وأيسر من القضاء على غيره، وكان ذلك واحدا من مصاديق قوله (صلى الله عليه وآله): (نصرت بالرعب). وذلك أمر طبيعي بالنسبة لمن لا يؤمن بالمعاد، ويعتقد أن جنته هي هذه الدنيا، وأنه إذا فقد حياته، فقد كل شئ، حسبما ألمحنا إليه من قبل.
ج: مع موقف عمير في أصالته ونبله:
1 - يلاحظ: أن عمير بن وهب ينحي ولد العصماء عن صدرها، ثم يقتلها.
وهذا يؤكد: على أن الاسلام قد ربى أتباعه على أنه ليس ضد الانسان، وانما هو ضد مواقفه وتصرفاته المنحرفة عن الحق، والعدل، والفطرة. فهو يريد فقط: أن يقضي على مصدر الخطر على الحق والفطرة. وحينما لا يبقى ثمة سبيل الا القضاء على مصدر الفتنة، وحيث يكون آخر الدواء الكي، فإنه لابد أن يكتفى بالحد الأدنى، الذي يتحقق