أجواء ومواقف:
وفي سنة ثلاث - وشذ من قال في سنة أربع (1) في شوال، يوم السبت على الأشهر - كانت غزوة أحد (2)، وهو جبل يبعد عن المدينة حوالي فرسخ.
وذلك أن نتائج حرب بدر كانت قاسية على مشركي مكة، ومفاجأة لليهود والمنافقين في المدينة. فقريش لا يمكن أن تهدأ بعد الان حتى تثأر لكرامتها، ولمن قتل من أشرافها. حتى لقد أعلنوا المنع عن بكاء قتلاهم، لان ذلك يذهب الحزن، ويطفئ لهيب الأسى من جهة. ولأنه يدخل السرور على قلوب المسلمين من الجهة الأخرى.
ولكنهم عادوا فتراجعوا عن هذا القرار، فسمحوا للنساء بالبكاء، لان ذلك - بزعمهم - يثير المشاعر، ويذكر الرجال بالعار الذي لحق بهم.