ثم وعظهم وعقد الألوية، وخرج بجيشه لحرب قريش وجمعها.
وفي رواية: أنهم لما صاروا على الطريق قالوا: نرجع.
قال (ص): ما كان ينبغي لنبي إذا قصد قوما أن يرجع عنهم.
وها هنا أمور هامة لابد من التنبيه عليها.
ألف: هل النبي (ص) يحتاج إلى رأي أحد؟!
قد تقدم في الجزء السابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر، وفي نفس موقعة بدر بعض الكلام حول استشارة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه في أمر الحرب.
ونعود هنا للإشارة إلى هذا الامر من جديد، على أمل أن يضم القارئ ما كتبناه هنا وهناك، وهنالك، بعضه إلى بعض، ويستخلص النتيجة المتوخاة من طرح هذا الموضوع، والإشارة إلى جوانبه المختلفة فنقول:
انه لا ريب في حسن المشاورة وصلاحها. وقد ورد الحث عليها في الخبار الكثيرة. ويقولون: ان النبي (ص) قد شاور أصحابه في أكثر من مرة ومناسبة، حتى نزل في مناسبة حرب أحد قوله تعالى:
(فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الامر، فإذا عزمت فتوكل على الله، ان الله يحب المتوكلين. ان ينصركم الله فلا غالب لكم