كان أمرا صعبا على نساء الجزيرة العربية، اللواتي يعشن في جو حار جدا، كما هو معلوم.
وعلى كل حال، فان هذا الامر يحتاج إلى تحقيق، ولسوف نتحدث عنه بشئ من التفصيل فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
و: الغرور، والايمان:
اننا نلاحظ: انه (ص) حتى حينما انتصر على المشركين في بدر ذلك الانتصار الباهر والساحق، وكذلك حينما انتصر عليهم في غيرها من المواقف الصعبة، فإنه لا ينسب انتصاراته إلى نفسه، أو إلى جيشه. ولا يسمح لنفسه بأن تتوهم: أنها هي التي انتصرت بالقوة، والعدة، والعدد، أو بالعبقرية الحربية، لأنه يعلم أن الانتصار الذي سجل في بدر مثلا، لم يكن في المقاييس المادية انتصارا. وانما هو معجزة الهية، لا يمكن لاحد أن يحترم نفسه الا أن يذعن إلى هذه الحقيقة، ويسلم بها. وهذا هو ما قرره الله تعالى بقوله: ﴿ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة﴾ (١).
كما أنه تعالى قد تعرض لحالة العجب بالنفس في حنين، فقال:
﴿لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم، فلم تغن عنكم من الله شيئا﴾ (2).
بينما نجد بني قينقاع مغرورين بقوتهم وشوكتهم، حتى قالوا له: لو حاربناك لتعلمن: أنا نحن الناس. فأوعدهم الله بالهزيمة والخذلان.
وصدق الله وعده، فزاد ذلك من يقين المؤمنين وتصميمهم، ومن ذل الكافرين وخزيهم.