ورجع وحشي إلى العسكر، ومكث فيه، ولم يكن له بغيره حاجة.
وأعطته هند ثوبها وحليها، ووعدته عشرة دنانير بمكة.
نعم، عشرة دنانير لقاتل أسد الله وأسد رسوله!!.
استطراد حول وحشي:
ولما عاد وحشي إلى مكة أعتق. ويقال: انه ندم على ما فعل، لأنه لم يعتق (1). فلما كان فتح مكة هرب إلى الطائف، فقيل له: (ويحك، انه والله لا يقتل أحدا من الناس دخل دينه) فذهب مع الوفد إلى المدينة.
وقبل أن يقع نظر النبي (ص) عليه شهد شهادة الحق. فلما رآه النبي (يقال: إنه طلب منه: أن يحدثه كيف قتل حمزة، ففعل) وقال له (ص):
غيب وجهك عني، فكان يتنكبه حيث كان، لئلا يراه حتى قبضه الله (2).
قال ابن إسحاق: فبلغني: أن وحشيا لم يزل يحد في الخمر حتى خلع من الديوان. فكان عمر بن الخطاب يقول: قد علمت: أن الله لم يكن ليدع قاتل حمزة. ثم مات غيقا في الخمر (3).
ونعلق على ما تقدم بأمور:
الأول: قد يقال: إن كلمة عمر في حق وحشي تشير إلى أن الله تعالى سوف يخذل قاتل حمزة، ولا يمده بالتوفيقات والعنايات والالطاف، بل يطبع على قلبه بما عصى واعتدى.