ابن السلطان أبى الحسن وأعانه على ذلك أهل الحقوق على الدولة والأضغان من الديالم وأولاد ميمون بن غنم بن سويد نقموا على الدولة مكان عريف وابنه ونرمار منها فاجتمعا وبايعا لهذا الداعي وأوعز السلطان إلى ونرمار بحربهم فنهض عليهم بالعرب كافة وأوقع بهم وفضهم ومزق جموعهم وطال مفر مقير بن عامر واخوته في القفار وأبعدوا في الهرب قطعوا لعرق الرمل الذي هو سياج على مجالات العرب ونزل قليعة والذوا وطنها ووفد من بعد ذلك على السلطان أبى الحسن منذ نمى به فقبل واستوهن أخاه أبا بكر وصحب السلطان إلى إفريقية وحضر معه واقعة القيروان ثم رجع إلى قومه وعادوا جميعا إلى لواتة بنى يغمراسن واستخدموا قبائلهم لابي سعيد عثمان ابن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن الدائل بتلمسان بعد واقعة القيروان أعوام خمسين وسبعمائة فكان له ولقومه فيها مكان ولحق سويد وبنو يعقوب بالمغرب حتى جاؤوا في مقدمة السلطان أبى عنان ولما هلك بنو عبد الواد وافترق جمعهم فر صغير إلى الصحراء على عادته وأقام بالقفر يترقب الخوارج ولحق به أكثر قومه من بنى معرف بن سعيد فأجلب بهم على كل ناحية وخالف أولاد حسين بالمعقل على السلطان أبى عنان أعوام خمسة خمسين وما بعدها ونازلوا سجلماسة فكاثرهم وكان معهم وأوقعت بهم عساكر بنى مرين في بعض سنى خلائهم وهم بنكور يمتارون فاكتسحوا عامة أموالهم وأثخنوا فيهم قتلا وأسرا ولم يزالوا كذلك شريدا في الصحراء وسويد وبنو يعقوب بمكانهم من المجالات وفى حظهم عند السلطان حتى هلك السلطان أبو عنان وجاء أبو حمو موسى بن يوسف أخو السلطان أبى سعيد عثمان بن عبد الرحمن لطلب ملك قومه بتلمسان وكان مستقرا بتونس منذ غلبهم أبو على على أمرهم فرحل مقير إلى وطن الزواودة ونزل على يعقوب بن علي أزمان خلافه على السلطان أبى عنان وداخله في استخلاص أبى حمو هذا من إيالة الموحدين للاجلاب على وطن تلمسان وبنى مرين الذين به فأرسلوا معه الآلة ومضى به مقير وصولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان ابن سباع وشبل بن أخيه ملوك بنى عثمان ومن بادية رياح دعار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد وبلغوا معهم إلى تخوم بلادهم فرجع عنهم رياح دعار بن عيسى وشبل ابن ملوك ومضوا لوجههم ولقيتهم جموع سويد وكان الغلب لبنى عامر وقتل يومئذ شيخ سويد بن عيسى بن عريف واسر أخوه أبو بكر ثم من عليه علي بن عمر بن إبراهيم وأطلقه ولم يتصل الخبر بفاس الا والناس منصرفون من جنازة السلطان أبى عنان ثم أجلب أبو حمو بالمغرب على تلمسان فأخذوها وغلب عساكر بنى مرين عليها واستوسق ملكه بها ثم هلك مقير لسنتين أو نحوهما حمل نفسه في جولة فتنة في الحي يروم تسكينها
(٥٣)